توجهت جهود المصالح الفلاحية بولايتي ورقلة وأدرار خلال 2022 نحو تطوير مساحات زراعة الحبوب بالنظر إلى ما تتوفر عليه الولايتين من عوامل طبيعية ملائمة و ما ترصده الدولة من إمكانيات لدعم هذه الزراعة الإستراتيجية سيما بمناطق الجنوب بغية استحداث أقطاب لزراعة الحبوب لكسب رهان الأمن الغذائي.
وتجسدت تلك الجهود في تحقيق توسع مضطرد في المساحات الفلاحية المخصصة لزراعة الحبوب بالولايتين خلال مواسم الحرث والبذر خاصة في سنة 2022، مما عزز من آفاق تطوير هذه الزراعة الإستراتجية وتحقيق الأهداف التي سطرتها الدولة، بما يساهم في تنمية هذه الشعبة الفلاحية سيما في ظل التحديات التي تواجهها هذه الزراعة على الصعيد العالمي.
و تطمح ولاية أدرار لأن تصبح قطبا رائدا وطنيا في إنتاج الحبوب بمختلف أصنافها لما تتوفر عليه من قدرات فلاحية وطبيعية هائلة.
وتتوفر الولاية على مساحة إجمالية قابلة للزراعة تتجاوز 600 ألف هكتار بإمكانها تحقيق إنتاج معتبر من الحبوب و بمردودية عالية، إذا ما تم الإلتزام بالخطوات العلمية للمسار التقني للزراعة، علما أن قطاع الفلاحة يستقطب يدا عاملة بنسبة 70 بالمائة، وفق ما أوضحت مصالح الفلاحة.
و قد عرفت حملة الحرث و البذر للحبوب للموسم الفلاحي الحالي زيادة في المساحة المزروعة بنسبة 22% مقارنة بالموسم الماضي، حيث استهدفت مساحة 20.300 هكتار منها أكثر من 13.900 هكتار تحت الرش المحوري، استنادا لمدير المصالح الفلاحية بأدرار.
و تتوزع تلك المساحة على أكثر من 13.000 هكتار للقمح الصلب و 80 هكتارا للقمح اللين و 629 هكتار للشعير و 148 هكتار للخرطال وكلها تحت الرش المحوري، مثلما أفاد به مقدم محمد هشام.
كما تتمثل مساحة الزراعة التقليدية للحبوب داخل الواحات في 50 هكتارا للقمح الصلب و 4.336 هكتار للقمح اللين إلى جانب 1.318 هكتار للشعير و 415 هكتار للخرطال، يقول المسؤول ذاته.
و خصصت مصالح تعاونية الحبوب و البقول الجافة كافة الإمكانيات المادية و البشرية لإنجاح حملة الحرث والبذر لهذا الموسم من خلال توفير أزيد من 40.000 قنطار بذور معالجة من القمح الصلب و أكثر من 2.760 قنطار من بذور القمح اللين و أكثر من 1.000 قنطار من بذور الشعير.
كما تم توفير أكثر من 39.000 قنطار من الأسمدة بنوعيها الفوسفاتية الآزوتية إلى جانب تسخير حصة معتبرة من الجرارات و آلات الحرث و عتاد رش الأسمدة و آلات تسوية التربة، إستنادا لما كشف عنه مدير التعاونية, حمداني مختار.
و بدورها, قامت مصالح بنك الفلاحة و التنمية الريفية بأدرار بضمان المرافقة المالية للمستثمرين الفلاحيين من خلال توفير المنتجات البنكية من القروض بمختلف الصيغ، حيث تمت في هذا الصدد المصادقة على تمويل 40 ملفا إستثماريا بقرض “التحدي” من أجل توسيع المساحة المسقية لزراعة الحبوب، إلى جانب فتح شباك موحد لتمكين الفلاحين من استيفاء إجراءاتهم الإدارية بوتيرة أسرع.
وفيما يتعلق بقرض “الرفيق”, فقد تم قبول تمويل 180 ملفا لزراعة الحبوب للموسم الفلاحي الحالي منها 127 ملف للحبوب و 53 آخرا للذرة الصفراء إلى جانب تمديد آجال تسديد قرضي “التحدي” و “الرفيق ” للموسم الفلاحي الماضي، حسبما صرح من جهته المدير الجهوي لبنك الفلاحة والتنمية الريفية (بدر )، صاكة محمد.
و تتوقع المصالح الوصية موسما فلاحيا واعدا في زراعة الحبوب نظرا لجهود المرافقة الإدارية و التقنية و المالية و الطاقوية إلى جانب جهود فرق الإرشاد الفلاحي التي تستهدف المستثمرين بمختلف المحيطات الفلاحية.
و ساهمت مساعي الدولة لتقديم كافة أشكال الدعم و المساندة للمستثمرين في شعبة الحبوب إلى بروز مستثمرين من ذوي القدرات و الإمكانيات الكبيرة الذين باستطاعتهم استغلال مساحات شاسعة لإنتاج القمح على غرار المستثمرة الفلاحية المملوكة لأحد الخواص والمنشأة حديثا بمنطقة الصحن بدائرة انقوسة والتي تتربع على مساحة إجمالية قوامها 800 هكتار، كما تم شرحه.
و تتطلع ولاية ورقلة إلى تحقيق مساحة تقارب 10 آلاف هكتار لزراعة الحبوب برسم الموسم الفلاحي المقبل، في إطار تجسيد طموحاتها لتطوير هذه الشعبة الفلاحية.
اترك رد